الداودي: لا بديل عن الانجليزية لتدريس العلوم بالجامعات المغربية
يبْدو أنّ مكانة اللغة الفرنسية داخل الجامعات المغربية ستعرف مزيدا من الانحسار خلال السنوات القادمة، خصوصا في مجال العلوم، فبعد عدد من الإجراءات التي كان قد أعلن عنها وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، الحسن الداودي، والهادفة إلى تعزيز تمكّن طلبة الجامعات من الإنجليزية، قال الوزير إنّ لا بديل عن الانجليزية لتدريس العلوم في الجامعات المغربية.
الداودي، وخلال كلمة له في افتتاح أشغال المؤتمر الوطني الأوّل حول موضوع "تدريس العلوم الصحية بأيّ لغة؟"، من تنظيم الجمعية المغربية للتواصل الصحي بكلية الطب والصيدلة بالرباط، قال إنّ الإشكال المطروح في الوقت الراهن، فيما يتعلّق بلغة تدريس العلوم في الجامعات المغربية، هو أن اللغة الفرنسية لم تعد لغة العلم، بعد أن حلّت محلها اللغة الانجليزية.
واستطرد وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر أنّ إشكالية لغة التدريس مطروحة في دول كثيرة، كما هو الشأن في فرنسا واليابان، مشيرا إلى أنّ اللغة الإنجليزية هي الطاغية في مؤسسات التعليم العالي بهذه البلدان، بحضور اللغات الوطنية، وأضاف أنّ المصطلحات العلمية تهيْمن عليها اللغة الانجليزية، "بينما لا يتمّ الاستعانة بالفرنسية إلا من خلال بعض الآلات".
وبعد أن كان الداودي قد أعلن قبل حواليْ سنة أنّ على الطلاب الباحثين الراغبين في نيل شهادة الدكتوراه أن يكونوا مُلمّين باللغة الانجليزية، أكّد أنّه ابتداء من شهر يناير القادم لا يُمكن لأيّ أستاذ أن يدرّس بالجامعة إلا إذا كان متحكّما في اللغة الانجليزية، وأضاف أنّ تدريس العلوم باللغة الفرنسية لا يمكن أن يفضي إلى تحقيق النتائج المتوخّاة من العملية التعليمية.
غيْر أنّ الداودي اعترف بأنّ إدخال اللغة الإنجليزية إلى الجامعة المغربية، وجعلها لغة تدريس العلوم يطرح عددا من الإشكاليات، تتعلّق، أساسا، بمدى قدرة الطلبة على أن يتعلموا ويتقنوا، في وقت وجيز، اللغة الانجليزية، وأضاف "ليس لدى الوزير حل لهذه الإشكالية، ومثل هذه الندوات هي التي ستفرز بعض الحلول والاقتراحات التي يمكن وضعها، والتي ستعطي ثمارها بعد سنوات".
وشدّد الداودي على أنّ لغة التدريس ليست إشكالا، إذ يمكن التدريس باللغة الوطنية، غير أنّ ذلك، يضيف المتحدث، يقتضي إتقان اللغة الانجليزية، من طرف الطالب، والأستاذ معا، وأشار إلى أنّ المشكل يكمن في لغة العلم (الانجليزية)، "والتي تُؤخذ منها العلوم، وبعد ذلك يمكن صرفها بأيّ لغة أخرى، كيفما كانت، وهذا ما يجعل إتقان اللغة الإنجليزية ضرورة ملحّة"، يقول الداودي.
إلى ذلك، أبْدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر عدمَ رضاه عن مستوى التعليم العالي في المغرب، قائلا "المغرب تأخر في مجالات كثيرة، ومنها التعليم العالي، إذْ لا نتوفر سوى على حوالي 700 ألف طالب من بين 35 مليون نسمة"، وهو ما اعتبره "نسبة قليلة جدا"، وأضاف أنّ المغرب مدعوّ إلى بلوغ مليوني طالب على الأقل في الجامعات، غير أنه استدرك أن الدولة لوحدها لا يمكن توفير المقاعد والأساتذة، داعيا إلى ضرورة فتح الأبواب أمام القطاع الخاصّ.